لا يمتلك الجميع الحظ الكافي لتحقيق أحلامه، حتى لو كان يمتلك الموهبة والقدرة على تحقيق النجاح والتفوق، على بساط الساحرة المُستديرة، فقط هي رحلة من المعاناه قليل من يحظى فيها بمجد الشهرة وينال حظ العظماء فيها.
ومثلما هناك أندية “مظاليم” هناك أيضًا نجوم من فئة “المظاليم” الذين لا ينالون “الحظ” لتحقيق أحلامهم في سن صغير ليواصل عطاءهم في الملاعب لفترات طويلة، وأكثر الأمثال على هذا هو التألق الذي تمتع به الثنائي حمادة طلبة، مدافع الزمالك، وحسام باولو، هداف سموحة، ومتصدر ترتيب هدافي الدوري المصري.
“بطولات” يستعرض مشوار باولو وطلبة والتألق بعد سن الـ”30″..
حمادة طلبة النجومية المتأخرة صنعت منه “بطلًا”:
بدأ حمادة طلبة، بورسعيدي الأصل، مسيرته الكرويّة من نادي المرّيخ البورسعيدي، في سنٍ مُتأخرة، عام 2006، بينما كان في الخامسة والعشرين من عمره، والذي استمر تواصله به، بعد أن تركه، حيث يحضر مُبارياته الهامّة، كما كرّمه النادي لتألقه مع الزمالك، وأيضًا نعى والد طلبة عند وفاته.
بعدها بعام، ترك مدينته، لكنه لم يبتعد كثيرًا، إذ انضم إلى نادي أسمنت السويس، والذي أظهر به أداءً جيدًا، واستمر باللعب له مدة 3 سنوات، حتى عام 2009.
وكان ثالث فريقٍ يلعب له، هو نادي سموحة السكندري، والذي انضم له في عام 2010، ولعب مدافعًا إلى جوار بشير التابعي، لكنه لم يستمر فيه سوى موسم واحد فقط.
وفي 2011 انتقل المُدافع إلى نادي مصر للمقاصة، محلقًا بعيدًا عن الشاطيء، في صفقةٍ واجهت بعض العراقيل بسبب بعض المشاكل المادية، لكنها تمّت في النهاية، لكنه أيضًا لم يمكُث بالمقاصة سوى عامٍ واحد، موسم 2011-2012، تألق فيه، ليقرر الزمالك ضمّه بعد ذلك.
وفي يوليو 2013، نجح الفريق الأبيض، في ضم مُدافع المقاصة، بصفقةٍ تمّت بعد مفاوضات طويلة مع ناديه السابق، حيث رشّحه، طارق مصطفى، المدرب العام السابق للزمالك، والذي كان ضمن الفريق الفني لأسمنت السويس، نادي طُلبة الثاني.
وانضم طلبة من الزمالك إلى المُنتخب الوطني، في عهد فيكتور كوبر عام 2015، استعدادًا لمباراة تشاد في ذلك الوقت، ثُم شارك في وديّة بوركينا فاسو في فبراير الماضي، ثُم الأداء البارز في مباراة نيجيريا.
حسام باولو “عجوز” بدرجة هدّاف:
بدأ مسيرته وهو ابن 15 عامًا في مركز شباب صنافير، إحدى قرى مركز قليوب بمحافظة القليوبية، لعب باولو مع “صنافير” في مسابقات مختلفة على مستوى مراكز الشباب، جذب إليه الأنظار بسبب أهدافه الغزيرة، وذات مرة ظهر هذا “المنحوس” في حوار تليفزيوني لعدة دقائق يخطفها هؤلاء من عدسة الكاميرا وميكرفون المراسل الذي يستحوذ على نصف الشاشة، ليختطف بعض الكلمات من لاعبي المظاليم كنوع من أنواع تسليط الضوء عليهم بعض الشيء، قال باولو خلال لقطته السريعة عبر التلفاز: “عندنا لاعيبه كويسين لكننا كنا مدفونين.. محدش بيتابعنا”.
تنقل ابن صنافير بين مراكز الشباب وأندية طوخ ومنوف حتى وصل إلى دوري القسم الثالث ليسجل 23 هدفًا كتبت شهادته ميلاده وتألقه في دوريات المظاليم.
كُتب له الحظ في موسم 2013-2014، حين اختاره نادي الداخلية ليكون ضمن فريقه بالدوري الممتاز، ليفاجيء الجميع هذا “العجوز” الذي تربى في دوريات المظاليم وبين جدران مراكز الشباب، يزاحم كبار نجوم الدوري وأصحاب الملايين من الجنيهات، ويقتنص لقب هداف الدوري برصيد 20 هدفًا.
نجح باولو في تصدر جدول هدافي الدوري للموسم الثاني على التوالي، ولكن هذه المرة مع فريق سموحة الذي انتقل له بداية الموسم الجاري، حيث يحتل صدارة جدول الهدافين برصيد 13 هدف، من بينهم أسرع هدف في تاريخ الدوري الممتاز، والذي احرزه في الثانية 12 أثناء مباراة فريقه سموحة أمام غزل المحلة.